فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 2
صفحة 1 من اصل 1
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 2
ذوقيات المظهر العام:
الرائحة الزكية :
إذا شم أحد رائحة غير طيبة من آخر قطب عن جبينه وسد أنفه ويكاد يغمض عيناه، وبتلقائية يصد يمنة أو يسرة، كل هذه النفرة بسبب الرائحة غير الزكية، هذا وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: « كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِىَّ -r- بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ ، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ » (رواه البخاري)، ولا بد من السعي لإزالة روائح الجسم، فعن عائشة رضي الله عنهـا أنها قالت: إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ يَسْكُنُونَ الْعَالِيَةَ فَيَحْضُرُونَ الْجُمُعَةَ وَبِهِمْ وَسَخٌ فَإِذَا أَصَابَهُمْ الرَّوْحُ سَطَعَتْ أَرْوَاحُهُمْ فَيَتَأَذَّى بِهَا النَّاسُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ r فقال: « أَوَ لَا يَغْتَسِلُونَ » ( رواه النسائي ).
إكرام الشعر
المسلم مدعو إلى أن يكرم شعره، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أرجل رأس رسول الله r وأنا حائض " (رواه البخاري)، ورأى الرسول-r رَجُلاً شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ فَقَالَ:
« أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ » (رواه أبو داود)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r:« نَهَى عَنِ الْقَزَعِ » (رواه البخاري) والقزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه ( المارينز ).
الفطرة :
طول الأظفار مدعاة لتجمع الوسخ تحتها، ومظنة الإيذاء ومخالفة للفطرة، كما بين رسول الله r فيما يرويه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: "من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب (رواه البخاري).
اللحية :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: « انْهَكُوا الشَّوَارِبَ ، وَأَعْفُوا اللِّحَى » (رواه البخاري)، وكانت سيدتنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذا أقسمت قالت أحياناً: والذي أكرم الرجال باللحى، فمن جمال الرجولة وحسن الطلعة وهيبة المنظر إعفاء اللحية.
الثياب الطاهرة :
إن حال الثوب دليل على صاحبه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ورأى- أي الرسول r - رجلا آخر وعليه ثياب وسخة، فقال: " أما كان هذا يجد ماءاً يغسل به ثوبه ! ، وعن عوف بن مالك t أنه قال: أتيت النبي-r : في ثوب فقال: " ألك مال، قال نعم، قال: من أي المال، قال، قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال: فإذا أتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته ! ، وروى وكيل عن ابن مسعود t أنه "كان يعجبه إذا قام إلى الصلاة الريح الطيبة والثياب النقية" وقال الميموني: "ما رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وأشد بياضاً من أحمد بن حنبل، وقال محمد الغزالي رحمه الله: "وبعض حديثي التدين يحسبون فوضى الملابس واتساخها ضرباً من العبادة وربما تعودوا ارتداء المرقعات والتزين بالثياب المهملة ليظهروا زهدهم في الدنيا وحبهم للآخرة، وهذا من الجهل الفاضح بالدين والافتراء على تعاليمه ".
الأبيض :
يا حبذا الأبيض من الثياب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال، قال رسول الله r:
" البسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم" ، هذا وقد ثبت أن الرسول r لبس الأبيض وغيره، والعرف هنا يلتفت إليه ما لم يخالف السنة، قال ابن حجر: قال الطبري: " الذي أراه، جواز لبس الثياب المصبغة بكل لون إلا أني لا أحب لبس ما كان مشبعاً بالحمرة ولا لبس الأحمر مطلقاً فوق الثياب لكونه ليس من لباس أهل المروءة في زماننا فإن مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثماً وفي مخالفة الزي ضرب من الشهرة" .
النعل الحسنة :يا حبذا المحافظة على النعل نظيفاً واختياره جميلاً بعيداً عما يخدش الرجولة من رسومات أو ألوان غير لائقة أو كعب مخل، واحذر إصدار أصوات عند المشي تصف صاحبها بالسفه والحماقه، هذا ولقد صرح صحابي ووافقه الرسول r بحب الإنسان أن يكون نعله حسنة، فعن أبي مسعود t عن النبي r قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه ، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس)) ".
غطاء الرأس :
ومن حسن المظهر تغطية الرأس إلا إذا كان مخالفاً للعرف، قال ابن مفلح: "ويكره له كشف رأسه بين الناس وما ليس بعورة مما جرت العادة بستره ".
الجيب :
ومن حسن المظهر أن يرتب المرء، ما في جيبه لا أن يجعل الجيب منتفخاً بحمله حاجيات هو في الحقيقة غير محتاج لأكثرها ثم لعله لسوء ترتيبه أن يبحث عن شيء عنده فلا يجده، وإذا غضب أصدر عبارات أو تصرفات غير لائقة.
الترتيب :إن الانتباه إلى وضعية الثياب أمر مهم جداً وعكس ذلك مخدش جداً، فكما هو مشاهد أن البعض ينسى ربط أكمامه فيبدو كالمهرج وغيره لا ينتبه إلى أزرار سرواله وآخر يؤخر عقاله وغيره يميله جهة اليمين أو الشمال.
الحقيبة :
البعض يحمل أوراقه بطريقة مزعجة له ومخدشة بمظهره وموحية بالفوضى والحماقة، وقد تسقط ولمرات كثيرة وفي كل مرة يقف ليتناولها من الأرض وهكذا يضجر ويتبع الضجر خروج عن الرزانة إلى الخفة، كان الأجدى بهذا أن يقتني حقيبة يضع فيها ما يريد وبذلك يحقق أكثر من هدف، ولكن انتبه يرحمك الله ألا تكون الحقيبة غير مناسبة لعمرك ولوضعك الاجتماعي أو عليها رسومات مخلة أو دعاية لحرام، ومن جمال المظهر ما قاله النووي رحمه الله: "التأني في الحركات، واجتناب العبث هو السكينة المحمودة، أما غض البصر وغض الصوت وعدم الالتفات فهو الوقار" ، ولكن احذر هداك الله من الثقل والورع المتكلف والحركة وكأنك رجل آلي، فإن هذا مما ينفر الناس.
ذوقيات الالتقاء:
البشاشة :
من الأهمية بمكان أن تعلوك البشاشة وهي من بش يبش وبشاشة والبشاشة طلاقة الوجه والإقبال على الرجل قيل هو أن يضحك له وقيل فرح الصديق بالصديق ولقاؤه لقاء جميلاً وبشاشة اللقاء الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به، وهكذا كان رسول الله r أكثر الناس تبسماً وضحكاً في وجوه أصحابه وهذا ما يشهد به جرير t حيث قال: "وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي- يعني الرسول r- "، وبه أمر كما في قول رسول الله r: "أن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك"، وقال r: "إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وقال r: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة "، قال بعض الشعراء:
أزور خليلي ما بدا لي هشـه وقابلني منـه البشاشـة والبشر
فإن لم يكن هش وبش تركته ولو كان في اللقيا الولاية والبشر
ولكن انتبه من دوام البشاشة فإن فاعل ذلك ينسب إلى الحمق إلا أن تكون خلقة جبل صاحبها عليها قال رسول الله r: " لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ".
من جاء إليك فرح إليه:
ومن الذوق بعد البشاشة أن لا أصد عن مقبل إلي قاله ابن عباس رضي الله عنهما: "لجليسي علي ثلاث: ".. أن أرمقه بطرفي إذا أقبل "، ومن الذوق إذا خطا نحوك أن تخطو نحوه لا أن تقف تريد منه ما لا ترضاه منك فإن هذا من علامات الغرور والعجب، قال الشافعي رحمه الله: "من جاء إليك فرح إليه ".
إفشاء السلام :ومن الذوق عند اللقاء إفشاء السلام لقول رسول الله r:" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه" ، والمبادرة بالسلام لها أجرها عند الله تعالى لقوله r: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام "، ولا تشترط المعرفة حتى تسلم فهذا رجل يسأل رسول الله r أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "، والسلام مما يزيد في الوئام، قال الفاروق عمر بن الخطاب t:"ثلاث يصفين لك ود أخيك، أن تسلم عليه إذا لقيته".
المصافحة :
ومن الذوق أن يصافح المسلم أخاه، لقول النبي r: "إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر". وقال r: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا كفر لهما قبل أن يفترقا"، وقال الحسن البصري: "المصافحة تزيد في الود" .
لا ينزع يده :يلفت رسول الله r أنظارنا إلى مسائل مهمة عند المصافحة من شأنها أن تعمق المودة، فقد كان رسول الله r: "إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ".
المناداة بأحب الأسماء :
ومن الذوق المناداة بأحب الأسماء أو بما هو من دواعي سرور الطرف الآخر أو تفاخره، عن حنظلة بن حزيم قال: "كان رسول الله r يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه "، وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا حيا ابن جعفر t قال: "السلام عليك يا ابن ذي الجناحين ".
السؤال عن الحال :ومن الذوق عند اللقاء السؤال عن الحال، عن جابر بن عبد الله t قال: "كيف أصبحت يا رسول الله r قال: "بخير"، ولكن الإطالة والإكثار في السؤال عن الأحوال والأخبار خروج عن الذوق كما في ذلك تدخل فيما لا يعنيه، وقد قال r: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، أو مضيعة للوقت، قال سفيان الثوري لرجل قال له: "السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، كيف أنت وكيف حالك، فقال سفيان: عافانا لله وإياك لسنا أصحاب تطويل ".
مراعاة الحال :ومن اللطافة واللباقة أن يراعي المسلم عند الالتقاء ظرف وشعور الآخر، بمعنى إذا التقى بمن تزوج حديثاً أظهر له السرور والطرفة والدعابة وإذا التقى بمن توفي له قريب أظهر له التأثر والحزن والمواساة، وهكذا وعكس هذا قادح في المروءة.
الرائحة الزكية :
إذا شم أحد رائحة غير طيبة من آخر قطب عن جبينه وسد أنفه ويكاد يغمض عيناه، وبتلقائية يصد يمنة أو يسرة، كل هذه النفرة بسبب الرائحة غير الزكية، هذا وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: « كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِىَّ -r- بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ ، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ » (رواه البخاري)، ولا بد من السعي لإزالة روائح الجسم، فعن عائشة رضي الله عنهـا أنها قالت: إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ يَسْكُنُونَ الْعَالِيَةَ فَيَحْضُرُونَ الْجُمُعَةَ وَبِهِمْ وَسَخٌ فَإِذَا أَصَابَهُمْ الرَّوْحُ سَطَعَتْ أَرْوَاحُهُمْ فَيَتَأَذَّى بِهَا النَّاسُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ r فقال: « أَوَ لَا يَغْتَسِلُونَ » ( رواه النسائي ).
إكرام الشعر
المسلم مدعو إلى أن يكرم شعره، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أرجل رأس رسول الله r وأنا حائض " (رواه البخاري)، ورأى الرسول-r رَجُلاً شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ فَقَالَ:
« أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ » (رواه أبو داود)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r:« نَهَى عَنِ الْقَزَعِ » (رواه البخاري) والقزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه ( المارينز ).
الفطرة :
طول الأظفار مدعاة لتجمع الوسخ تحتها، ومظنة الإيذاء ومخالفة للفطرة، كما بين رسول الله r فيما يرويه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: "من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب (رواه البخاري).
اللحية :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: « انْهَكُوا الشَّوَارِبَ ، وَأَعْفُوا اللِّحَى » (رواه البخاري)، وكانت سيدتنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذا أقسمت قالت أحياناً: والذي أكرم الرجال باللحى، فمن جمال الرجولة وحسن الطلعة وهيبة المنظر إعفاء اللحية.
الثياب الطاهرة :
إن حال الثوب دليل على صاحبه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ورأى- أي الرسول r - رجلا آخر وعليه ثياب وسخة، فقال: " أما كان هذا يجد ماءاً يغسل به ثوبه ! ، وعن عوف بن مالك t أنه قال: أتيت النبي-r : في ثوب فقال: " ألك مال، قال نعم، قال: من أي المال، قال، قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال: فإذا أتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته ! ، وروى وكيل عن ابن مسعود t أنه "كان يعجبه إذا قام إلى الصلاة الريح الطيبة والثياب النقية" وقال الميموني: "ما رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وأشد بياضاً من أحمد بن حنبل، وقال محمد الغزالي رحمه الله: "وبعض حديثي التدين يحسبون فوضى الملابس واتساخها ضرباً من العبادة وربما تعودوا ارتداء المرقعات والتزين بالثياب المهملة ليظهروا زهدهم في الدنيا وحبهم للآخرة، وهذا من الجهل الفاضح بالدين والافتراء على تعاليمه ".
الأبيض :
يا حبذا الأبيض من الثياب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال، قال رسول الله r:
" البسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم" ، هذا وقد ثبت أن الرسول r لبس الأبيض وغيره، والعرف هنا يلتفت إليه ما لم يخالف السنة، قال ابن حجر: قال الطبري: " الذي أراه، جواز لبس الثياب المصبغة بكل لون إلا أني لا أحب لبس ما كان مشبعاً بالحمرة ولا لبس الأحمر مطلقاً فوق الثياب لكونه ليس من لباس أهل المروءة في زماننا فإن مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثماً وفي مخالفة الزي ضرب من الشهرة" .
النعل الحسنة :يا حبذا المحافظة على النعل نظيفاً واختياره جميلاً بعيداً عما يخدش الرجولة من رسومات أو ألوان غير لائقة أو كعب مخل، واحذر إصدار أصوات عند المشي تصف صاحبها بالسفه والحماقه، هذا ولقد صرح صحابي ووافقه الرسول r بحب الإنسان أن يكون نعله حسنة، فعن أبي مسعود t عن النبي r قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه ، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس)) ".
غطاء الرأس :
ومن حسن المظهر تغطية الرأس إلا إذا كان مخالفاً للعرف، قال ابن مفلح: "ويكره له كشف رأسه بين الناس وما ليس بعورة مما جرت العادة بستره ".
الجيب :
ومن حسن المظهر أن يرتب المرء، ما في جيبه لا أن يجعل الجيب منتفخاً بحمله حاجيات هو في الحقيقة غير محتاج لأكثرها ثم لعله لسوء ترتيبه أن يبحث عن شيء عنده فلا يجده، وإذا غضب أصدر عبارات أو تصرفات غير لائقة.
الترتيب :إن الانتباه إلى وضعية الثياب أمر مهم جداً وعكس ذلك مخدش جداً، فكما هو مشاهد أن البعض ينسى ربط أكمامه فيبدو كالمهرج وغيره لا ينتبه إلى أزرار سرواله وآخر يؤخر عقاله وغيره يميله جهة اليمين أو الشمال.
الحقيبة :
البعض يحمل أوراقه بطريقة مزعجة له ومخدشة بمظهره وموحية بالفوضى والحماقة، وقد تسقط ولمرات كثيرة وفي كل مرة يقف ليتناولها من الأرض وهكذا يضجر ويتبع الضجر خروج عن الرزانة إلى الخفة، كان الأجدى بهذا أن يقتني حقيبة يضع فيها ما يريد وبذلك يحقق أكثر من هدف، ولكن انتبه يرحمك الله ألا تكون الحقيبة غير مناسبة لعمرك ولوضعك الاجتماعي أو عليها رسومات مخلة أو دعاية لحرام، ومن جمال المظهر ما قاله النووي رحمه الله: "التأني في الحركات، واجتناب العبث هو السكينة المحمودة، أما غض البصر وغض الصوت وعدم الالتفات فهو الوقار" ، ولكن احذر هداك الله من الثقل والورع المتكلف والحركة وكأنك رجل آلي، فإن هذا مما ينفر الناس.
ذوقيات الالتقاء:
البشاشة :
من الأهمية بمكان أن تعلوك البشاشة وهي من بش يبش وبشاشة والبشاشة طلاقة الوجه والإقبال على الرجل قيل هو أن يضحك له وقيل فرح الصديق بالصديق ولقاؤه لقاء جميلاً وبشاشة اللقاء الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به، وهكذا كان رسول الله r أكثر الناس تبسماً وضحكاً في وجوه أصحابه وهذا ما يشهد به جرير t حيث قال: "وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي- يعني الرسول r- "، وبه أمر كما في قول رسول الله r: "أن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك"، وقال r: "إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وقال r: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة "، قال بعض الشعراء:
أزور خليلي ما بدا لي هشـه وقابلني منـه البشاشـة والبشر
فإن لم يكن هش وبش تركته ولو كان في اللقيا الولاية والبشر
ولكن انتبه من دوام البشاشة فإن فاعل ذلك ينسب إلى الحمق إلا أن تكون خلقة جبل صاحبها عليها قال رسول الله r: " لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ".
من جاء إليك فرح إليه:
ومن الذوق بعد البشاشة أن لا أصد عن مقبل إلي قاله ابن عباس رضي الله عنهما: "لجليسي علي ثلاث: ".. أن أرمقه بطرفي إذا أقبل "، ومن الذوق إذا خطا نحوك أن تخطو نحوه لا أن تقف تريد منه ما لا ترضاه منك فإن هذا من علامات الغرور والعجب، قال الشافعي رحمه الله: "من جاء إليك فرح إليه ".
إفشاء السلام :ومن الذوق عند اللقاء إفشاء السلام لقول رسول الله r:" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه" ، والمبادرة بالسلام لها أجرها عند الله تعالى لقوله r: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام "، ولا تشترط المعرفة حتى تسلم فهذا رجل يسأل رسول الله r أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "، والسلام مما يزيد في الوئام، قال الفاروق عمر بن الخطاب t:"ثلاث يصفين لك ود أخيك، أن تسلم عليه إذا لقيته".
المصافحة :
ومن الذوق أن يصافح المسلم أخاه، لقول النبي r: "إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر". وقال r: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا كفر لهما قبل أن يفترقا"، وقال الحسن البصري: "المصافحة تزيد في الود" .
لا ينزع يده :يلفت رسول الله r أنظارنا إلى مسائل مهمة عند المصافحة من شأنها أن تعمق المودة، فقد كان رسول الله r: "إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ".
المناداة بأحب الأسماء :
ومن الذوق المناداة بأحب الأسماء أو بما هو من دواعي سرور الطرف الآخر أو تفاخره، عن حنظلة بن حزيم قال: "كان رسول الله r يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه "، وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا حيا ابن جعفر t قال: "السلام عليك يا ابن ذي الجناحين ".
السؤال عن الحال :ومن الذوق عند اللقاء السؤال عن الحال، عن جابر بن عبد الله t قال: "كيف أصبحت يا رسول الله r قال: "بخير"، ولكن الإطالة والإكثار في السؤال عن الأحوال والأخبار خروج عن الذوق كما في ذلك تدخل فيما لا يعنيه، وقد قال r: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، أو مضيعة للوقت، قال سفيان الثوري لرجل قال له: "السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، كيف أنت وكيف حالك، فقال سفيان: عافانا لله وإياك لسنا أصحاب تطويل ".
مراعاة الحال :ومن اللطافة واللباقة أن يراعي المسلم عند الالتقاء ظرف وشعور الآخر، بمعنى إذا التقى بمن تزوج حديثاً أظهر له السرور والطرفة والدعابة وإذا التقى بمن توفي له قريب أظهر له التأثر والحزن والمواساة، وهكذا وعكس هذا قادح في المروءة.
الفقير الى الله- عضو قديم
- عدد المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
مواضيع مماثلة
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 1
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 5
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 6
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 7
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامى3
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 5
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 6
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي 7
» فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامى3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 10 يونيو - 5:52 من طرف ترانس مشعل
» التفكير.. خارج الخوف داخل الامل
الثلاثاء 10 يونيو - 5:51 من طرف ترانس مشعل
» الشعوب والحكومات ... مابين التمرد والعصيان والتطوير والإصلاح
الثلاثاء 10 يونيو - 5:49 من طرف ترانس مشعل
» التحول بين الواقع والخيال:طرق التحول الجنسي
الثلاثاء 10 يونيو - 5:47 من طرف ترانس مشعل
» لا تكن لطيفا أكثر من اللازم ..!
الثلاثاء 10 يونيو - 5:38 من طرف ترانس مشعل
» 50 نصيحة لك قبل أن تكبر.
الثلاثاء 10 يونيو - 5:32 من طرف ترانس مشعل
» سااعدوووووني
الإثنين 24 مارس - 15:19 من طرف Tomorrow is better
» وساوس و خوف شديد
الأربعاء 19 مارس - 6:47 من طرف Tomorrow is better
» طرق التحويل من خارج جمهورية مصر العربيه
السبت 11 مايو - 0:32 من طرف Admin