السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء ثان
شـموع الامـل للدعم النفسى وتطوير الـذات :: شموع الامل النفسية :: الاضطرابات الجنسية :: معلومات عن المشاكل الجنسية
صفحة 1 من اصل 1
السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء ثان
المواقف المعاصرة من العادة السرية
سرد موقف العلم المعاصر من مسألة العادة السرية لا يعنى أننا نبغى أن نقول أن المواقف قد تغيرت من النقيض إلى النقيض، فالشك ما زال سارياً، والتوجس مازال مسيطراً، والناس ما زالوا يتهامسون بأن العادة السرية تجعل الشعر ينمو فى باطن اليد وتشوه الأعضاء التناسلية (مفهوم غربى)، وأن من يمارس العادة السرية ينكح يده، ومن ينكح يده كأنما نكح أمه ( مفهوم شرقى)، ووصل الأمر إلى حد أن العقم حملت وزره العادة السرية التى أصبحت شماعة الخطايا البشرية!!.
كانت بداية تغيير المواقف وتبديل المفاهيم، أبحاث وتقارير عالم النفس "كينزى" الشهيرة فى نهاية الأربعينات وأوائل الخمسينات والتى أدت بالتالى إلى تغيير ولو طفيف فى مواقف ومفاهيم رجل الشارع، وتوالت الأبحاث بعد ذلك وأثبتت وأكدت هذا الموقف الجديد تجاه العادة السرية، ففى تقرير ل"مورتون هنت" وجد أن واحداً من كل ستة رجال، وواحدة من كل ست نساء فى الفترة العمرية ما بين 18 و34 سنة يعتقد أو تعتقد أن العادة السرية خطأ، أما فوق ال 45 سنة فإن الثلث أدان هذه العادة.
فى تقرير آخر لـ "كوتن" 1974 سئل 230 طالباً فى سن الجامعة و205 طالبة فى نفس السن عن العادة السرية، فوجد أن معظم من كان لا يمارسها أحجم عنها نتيجة لنقص الرغبة، وكان من ضمن هؤلاء الذين لم يمارسوها 32% من الرجال و14% من النساء، يفكرون فيها كمضيعة للوقت والجهد وكفعل غير أخلاقى، بينما كانت نسبة ضئيلة منهم ترجع هذا الإمتناع إلى إحساس بالذنب أو إلى أسباب دينية.
وفى البحث الذى أجرى 1987 بواسطة " أتوود وجاجتون" وقد توصلا إلى أن 40% من الذين لم يمارسوا العادة السرية لم يفعلوا ذلك لأسباب أخلاقية.
من الطريف أن نقتبس فقرة تناسب ما نتحدث عنه من قصة للروائى "فيليب روث" يقول فيها على لسان إحدى شخصيات أعماله "إنها نهاية سنة النضج فى المدرسة العليا وأيضاً فى عادتى السرية، حيث أننى إكتشفت فى أسفل قضيبى عند إتصال جذع القضيب برأسه بقعة متغيرة اللون، شخصوها على أنها نمش، إنها ليست كذلك بل هى سرطان، لقد سببت لنفسى السرطان، كل هذا الإحتكاك الذى احدثته بلحمى أصابنى بمرض لن يشفى، وأنا لم أصل بعد للرابعة عشرة، فى الليل وعلى سريرى إنهمرت دموعى، صرخت لا.. لا أريد أن أموت. أرجوكم لا.. ولكن بعد ذلك ولأنى سأصير جثة متعفنة بعد لحظات، فقد إرتعشت مختبئاً فى جوربى".
هذا الرعب والفزع الذى إجتاح بطل هذه القصة أظنه إنقلب هذه الأيام إلى إطمئنان وقبول بان تلك العادة ليست بهذه الخطورة، بل هى شئ عادى، ولكن مازال هناك تحت السطح جزء مختفٍ من ذلك الجبل الثلجى الطافى، وهو بلا شك معظم تكوين ذلك الجبل، والجزء المختفى عبارة عن شكوك تعتمد على أربعة مفاهيم مازالت لها بعض السيطرة والتسلط على العقول وهى:
1- العادة السرية ذنب وإثم: يستند هذا المفهوم إلى أساس أخلاقى ودينى وهو بلا شك أساس قوى، له مهابة وقدسية، وقد وجد "دى مارتينو" 1979 ان نسبة من يمارسون العادة السرية بين المتدينين أقل منها بين غير المتدينين، أو الذين لا تربطهم بالدين علاقات وثيقة.
2- العادة السرية شئ غير طبيعى: وهو ما يرد عليه العلماء بسؤال آخر هو، ما هو مقياسكم للطبيعى؟، وإذا كنتم تتحدثون عن الطبيعى فالمملكة الحيوانية كما ذكرنا من قبل بها العديد من الحيوانات التى تمارس العادة السرية، ويردون أيضاً بالتقارير التى لا حصر لها والتى تثبت ممارسة الأطفال لهذه العادة.
3- العادة السرية من الممكن أن تكون جزءاً من مراحل النمو: ولكن البالغين الذين يظلون على ممارستها ليسوا ناضجين.. هذا ما تؤيده نظرية "فرويد" التى تؤكد على أن ممارسة البالغ للعادة السرية هى دليل واضح على عدم نضجه، وعرض من أعراض تأخره، لكن معظم الباحثين فى علم النفس المعاصر يعتقدون أن العادة السرية نمط شرعى جداً من أنماط النشاط الجنسى.
وهذا الشد والجذب بين النظريتين فى إعتقادى ناتج عن مفاهيم مختلفة للتطور والنضج داخل مدارس علم النفس، فلا توجد دراسة علمية واحدة رصينة وواضحة تظهر أن من يمارس العادة السرية هو أقل نضجاً عن نظيره الذى لا يمارسها أو يستنكرها، لكن البعض يعتقد وهذه نقطة جديرة بالبحث والدراسة، أن صفة عدم النضج تطلق حينما تكون هذه الممارسة هى الوحيدة، أو حينما تمارس بشكل قهرى، أو تصبح نشوته الجنسية مقصورة على هذا النمط من النشاط الجنسى برغم وجود البديل السهل والمتاح والجاهز ...الخ، هنا تكون العادة السرية دليلاً على عدم النضج.
4- العادة السرية تميل إلى أن تصبح تعوداً وإدماناً: ومن الممكن أن تعطل أو تمنع نمو الوظائف الجنسية الصحية، ويهاجم علماء النفس المعاصرون هذا المفهوم بشدة، ويعتبرونه ردة لمفاهيم ومعتقدات القرن التاسع عشر، بل على العكس يؤكد بعضهم وعلى رأسهم "دى مارتينو" أن نقص هذه الخبرة "العادة السرية" ستؤدى إلى مشاكل جنسية كثيرة مثل الضعف الجنسى عند الرجل، والبرود الجنسى عند المرأة، وأكثر من ذلك إستخدم بعض الباحثين هذه الخبرة وعلى رأسهم دكتورة "كابلان" فى برامجهم العلاجية
بالإضافة إلى الفوائد العلاجية السابقة أصبح واضحاً الآن أن العادة السرية من الممكن أن تكون لها فوائد أخرى فى نظر هؤلاء العلماء المعاصرين، فمثلاً هى تمثل "مخرجاً جنسياً متاحاً وممتعاً فى نفس الوقت فى حالة عدم وجود شريك حياة أو رفيقة درب وخاصة فى كبار السن"، وأيضاً "حلاً لمن يملكون طاقة جنسية أو رغبة جامحة فى وقت لا يستعد فيه الطرف الآخر لتلبية مثل هذا الجموح فى هذه اللحظة"، وبما أننا فى عصر الإيدز اللعين فقد إعتبرت "كابلان" هذه العادة وسيلة من الوسائل الهامة جداً لممارسة جنس آمن بدون إيدز.
وأخيراً فهى وسيلة للتخلص من التوتر مما يساعد الشخص على أن يستريح من البخار المكتوم!!.
كل فيما يعشق مذاهب !!
لا ينطبق هذا العنوان على سلوك جنسى قدر إنطباقه على العادة السرية، فمتى إكتشف الشخص -رجلاً كان أو إمرأة- صندوق النشوة السحرية وإمتلك مفتاحه فإنه يظل يبحث وبدأب شديد عن طرق وبدائل ووسائل مختلفة ومتباينة للإستفادة مما فى هذا الصندوق، فيصبح سندباداً لا يرسو على شاطئ محدد، وكلما تخيل المنتظرون على الشاطئ الآخر أنه سيحط رحاله عندهم، فرد الشراع إلى ناحية أخرى وإتجاه مختلف وتركهم فى إنتظار جودو!.
لاحظ عالما الجنس "ماسترز وجونسون" فى دراستهما المنشورة 1966 أنه لا توجد إمرأتان تمارسان العادة السرية بنفس الأسلوب والطريقة، أما الرجال عامة فكأنهم يملكون "ورق كربون عام" لأنهم عادة يتشابهون فى الطريقة والأسلوب.
ما سنعرض له الآن ليس حصة فى البرامج التعليمية لكيفية ممارسة العادة السرية، لأن الكل يمارس وبطريقته الخاصة وبدون الرجوع إلى مراجع أو كتالوجات أو دروس خصوصية، لكننا سنناقش كيف يمكن للعلم أن يقتحم أموراً حساسة وغامضة ويشرحها بمشرطه الموضوعى، ويضعها على مائدة البحث ليفض غلالة غموضها وتناقضها، إنها محاولة للرصد نعلم أن عواقبها وخيمة.
بالنسبة للمرأة فإن طريقتها فى العادة السرية والأكثر إنتشاراً هى مداعبة البظر أو منطقة العانة أو الشفرتين بالإحتكاك أو بالضغط أو بالإهتزاز... هذه هى أكثر الوسائل تكراراً كما ذكر "ماسترز وجونسون"، وكل هذه الطرق والوسائل تبغى فى النهاية شيئاً أساسياً وهو إثارة البظر، عضو الإحساس الجنسى عند المرأة لأن إثارته المباشرة نادرة الحدوث فى العادة السرية نظراً لحساسيته الشديدة، ولأن الإثارة القوية التى تستخدم فى مكان معين منه فى كل وقت ستؤدى لتقليل المتعة والنشوة بالتدريج، لأن البظر وقتها سيصبح فاقداً لأحاسيسه وإستجاباته السابقة، وقد وجد الباحث "كينزى" فى أبحاثه المنشورة فى بداية الخمسينات أن نسبة 20% من السيدات يمارسن العادة السرية بإدخال الأصابع أو أشياء أخرى للإثارة، وفى بحث آخر لهيت 1977 ذكر أن نسبتهن لا تتعدى الـ1،5%، وقد ذكر كينزى أيضاً أن حوالى 11% من السيدات حين يمارسن العادة السرية يشركن الثدى فى هذه المهمة كمنطقة تجلب النشوة لهن.
تتوالى الأرقام الطريفة فقد وجد "هيت" أن نسبة 5.5% من العينة التى أجرى عليها البحث كانت تمارس العادة السرية وهى مستلقية على البطن، وبعضهن يفضلن ممارستها بالإحتكاك بأشياء مثل الوسائد أو الكراسى أو أركان المائدة أو..... ووجد هيت فى بحثه أن 3% منهن يمارسنها بضم الفخذين بحركة إيقاعية منتظمة.
وتتعدد الأبحاث والإحصائيات والوسائل التى منها العادى والمعروف ومنها أيضاً الغريب والعجيب من صاحبات العقلية الإبتكارية، مثل أجهزة الإهتزاز وفرشاة الأسنان الكهربائية...وغيرها!!
برجاء عدم الإشمئناط، فالمعرفة ليست عيباً، وإذا كنت قد صدمت فإقلب هذه الصفحات سريعاً وحالاً على العادة السرية عند الرجال... هل ستقلب الصفحة... أشك؟!!
العادة السرية عند الرجل معروفة ومباح كشفها، والكلام عنها لا يعتبر من قبيل الجرأة والإبحار ضد التيار، لأن الرجل زعيم القبيلة وسيدها، وقد كفل له المجتمع ألا "ينكسف" من شئ، فالخجل والكسوف وإطراقة الرأس والصوت الهادئ والجلسة على طرف الكرسى وهروب العينين من المواجهة وحفظ الأسرار فى خزانة لها ألف باب ومليون مفتاح ورقم سرى... كل هذا أنثوى ومن نصيب المرأة فى الميراث الذى سمح به المجتمع.
وطريقة حك القضيب باليد هى المألوفة والمعروفة لدى كل الرجال، وعادة ما يثير الرجل نفسه ويركز إنتباهه على منطقة ما قبل رأس القضيب مباشرة، ويقرر ماسترز وجونسون فى البحث المنشور 1979 أن إثارة كيس الصفن المحيط بالخصيتين أو رأس العضو بطريقة مباشرة تحدث قليلاً بين الرجال، ويسرع الإيقاع دائماً كلما إقترب الرجل من قمة النشوة، أما عند القذف فيصنف "ماسترز وجونسون" الرجال تبعاً لإستجابتهم إلى ثلاثة أصناف أو أقسام، الأول يبطئ ويتمهل عند القذف، والثانى يمسك بشدة وكأنه يقبض على عضوه، أما القسم الثالث فيوقف أى زيادة فى الإثارة، وقد ذكر كينزى ومارتين 1948 أن نسبة بسيطة من الرجال تفضل الإحتكاك بالسرير أو بالوسادة وأيضاً إدخال العضو فى شئ مجوف تشبهاً أو إستحضاراً لعملية الجماع نفسها، وقد ذكر البحث أشياء طريفة إبتكرها الرجال موضوع البحث لمثل هذا الإستحضار وهى عنق زجاجة اللبن أو قطعة صلصال مشكلة وكأنها مهبل!.
لم تقف التكنولوجيا الحديثة أمام هذا الموضوع مكتوفة الأيدى فكما خدمت المرأة فى الـ 'VIBRATORS'، خدمت الرجل أيضاً فى العرائس التى تصنع من المطاط والتى يمكن نفخها ومجهزة بفم مفتوح وثديين ومهبل وشرج.... بل وجهاز شفط!!، وزيادة فى الخدمة فهى إما أن تستعمل يدوياً أو كهربياً لخدمة الرجال الذين يعانون من إفتقاد الشريك، هذه الأجهزة أو العرائس من الممكن إستخدام الدهانات أو الكريمات فيها أو إضافة ما يجعلها تهتز أو تدفئ، ولكن فى أحيان كثيرة تطولها عيوب الصناعة مثلها مثل الغسالات والثلاجات وتتسبب فى أضرار ومخاطر كبيرة لمن يستعملها.
أما أكثر الأنواع ندرة والتى ذكرها أيضاً كينزى ومارتين فى أبحاثهما السابقة فهى ممارسة الرجل للعادة السرية بفمه وقد أحصاها البحث بإثنين من كل ألف!، والأكثر ندرة هو غرس شئ فى قناة مجرى البول أو الإثارة عن طريق مداعبة الثديين، وطرق أخرى من قبيل العجائب والغرائب التى مكانها موسوعة جينز.
نكرر أنه لا يوجد موضوع مهما بلغت حساسيته يستعصى على البحث العلمى، فالعلم إستطاع أن يخترق أسوار حجرات النوم ودورات المياه ويضع ما يحدث فيها تحت المجهر.
العادة السرية بين الحقيقة والخيال
هبطت العادة السرية من سماء الخيال إلى حيث أرض الحقيقة والواقع على يد علماء النفس وأطبائه، وكانت وسيلة هذا الهبوط هى مظلة الإحصائيات والبحوث الميدانية والقياسات عن طريق الأسئلة، وكانت البداية مع "كينزى" الذى ذكر فى بحثه أن النسبة هى 92% من الرجال و 62% من النساء مارسوا العادة السرية على الأقل مرة واحدة فى حياتهم، ثم كانت إحصائية "هنت" 1975 حين ذكر نسبة مقاربة وهى 94% من 982 رجلاً و 63% من 1044 سيدة مارسوا العادة السرية، وأيضاً التى ذكرها "كتون" 1974 وهى 89% من الرجال و 61% من النساء، وقد إهتم بعض العلماء بإجراء أبحاثهم على النساء فقط مثل "ميللر وليف" اللذين ذكرا 1976 أن 78% من النساء قد مارسن العادة السرية، وزاد "هيت" النسبة قليلاً إلى 82% من مجموع 3000 سيدة أجرى عليهن البحث 1977، أما ليفين فقد وسع مجال البحث بحيث شمل مائة ألف سيدة وخرج بنتيجة تقول أن ثلاثة أرباعهن قد مارسن هذه العادة، ولكن ما هو السر فى هذه الزيادة التى وجدها الباحثون بالنسبة لممارسة العادة السرية بين السيدات؟، أرجعها الباحثون إلى ثلاثة أسباب وأرجوكم لا ننسى أننا نستمد كل هذه الإحصائيات من الخارج ولكن ما باليد حيلة فنحن أعداء الإحصاء وملوك نظرية ياعم فوت... والعدد فى الليمون!!
السبب الأول: المرونة النسبية لبعض المواقف المتصلبة والمتشددة تجاه العادة السرية عند النساء برغم الإحساس بالذنب والعار الذى يكتنف كل من تمارسها.
السبب الثانى: لم تعد العادة السرية أسيرة الصدفة، ولم يعد إكتشافها يتم فجأة، وقد ساعد على ذلك أن معرفة النساء بها وبأمور الجنس بصفة عامة قد أصبح متاحاً وفى سن صغيرة وعبر وسائط متعددة.
السبب الثالث: يتعلق بالرجل الذى تغيرت نظرته بالنسبة للإشباع الجنسى للمرأة والتى فى بعض الأحيان يشجعها على الوصول لهذا الإشباع حتى ولو بالعادة السرية
سرد موقف العلم المعاصر من مسألة العادة السرية لا يعنى أننا نبغى أن نقول أن المواقف قد تغيرت من النقيض إلى النقيض، فالشك ما زال سارياً، والتوجس مازال مسيطراً، والناس ما زالوا يتهامسون بأن العادة السرية تجعل الشعر ينمو فى باطن اليد وتشوه الأعضاء التناسلية (مفهوم غربى)، وأن من يمارس العادة السرية ينكح يده، ومن ينكح يده كأنما نكح أمه ( مفهوم شرقى)، ووصل الأمر إلى حد أن العقم حملت وزره العادة السرية التى أصبحت شماعة الخطايا البشرية!!.
كانت بداية تغيير المواقف وتبديل المفاهيم، أبحاث وتقارير عالم النفس "كينزى" الشهيرة فى نهاية الأربعينات وأوائل الخمسينات والتى أدت بالتالى إلى تغيير ولو طفيف فى مواقف ومفاهيم رجل الشارع، وتوالت الأبحاث بعد ذلك وأثبتت وأكدت هذا الموقف الجديد تجاه العادة السرية، ففى تقرير ل"مورتون هنت" وجد أن واحداً من كل ستة رجال، وواحدة من كل ست نساء فى الفترة العمرية ما بين 18 و34 سنة يعتقد أو تعتقد أن العادة السرية خطأ، أما فوق ال 45 سنة فإن الثلث أدان هذه العادة.
فى تقرير آخر لـ "كوتن" 1974 سئل 230 طالباً فى سن الجامعة و205 طالبة فى نفس السن عن العادة السرية، فوجد أن معظم من كان لا يمارسها أحجم عنها نتيجة لنقص الرغبة، وكان من ضمن هؤلاء الذين لم يمارسوها 32% من الرجال و14% من النساء، يفكرون فيها كمضيعة للوقت والجهد وكفعل غير أخلاقى، بينما كانت نسبة ضئيلة منهم ترجع هذا الإمتناع إلى إحساس بالذنب أو إلى أسباب دينية.
وفى البحث الذى أجرى 1987 بواسطة " أتوود وجاجتون" وقد توصلا إلى أن 40% من الذين لم يمارسوا العادة السرية لم يفعلوا ذلك لأسباب أخلاقية.
من الطريف أن نقتبس فقرة تناسب ما نتحدث عنه من قصة للروائى "فيليب روث" يقول فيها على لسان إحدى شخصيات أعماله "إنها نهاية سنة النضج فى المدرسة العليا وأيضاً فى عادتى السرية، حيث أننى إكتشفت فى أسفل قضيبى عند إتصال جذع القضيب برأسه بقعة متغيرة اللون، شخصوها على أنها نمش، إنها ليست كذلك بل هى سرطان، لقد سببت لنفسى السرطان، كل هذا الإحتكاك الذى احدثته بلحمى أصابنى بمرض لن يشفى، وأنا لم أصل بعد للرابعة عشرة، فى الليل وعلى سريرى إنهمرت دموعى، صرخت لا.. لا أريد أن أموت. أرجوكم لا.. ولكن بعد ذلك ولأنى سأصير جثة متعفنة بعد لحظات، فقد إرتعشت مختبئاً فى جوربى".
هذا الرعب والفزع الذى إجتاح بطل هذه القصة أظنه إنقلب هذه الأيام إلى إطمئنان وقبول بان تلك العادة ليست بهذه الخطورة، بل هى شئ عادى، ولكن مازال هناك تحت السطح جزء مختفٍ من ذلك الجبل الثلجى الطافى، وهو بلا شك معظم تكوين ذلك الجبل، والجزء المختفى عبارة عن شكوك تعتمد على أربعة مفاهيم مازالت لها بعض السيطرة والتسلط على العقول وهى:
1- العادة السرية ذنب وإثم: يستند هذا المفهوم إلى أساس أخلاقى ودينى وهو بلا شك أساس قوى، له مهابة وقدسية، وقد وجد "دى مارتينو" 1979 ان نسبة من يمارسون العادة السرية بين المتدينين أقل منها بين غير المتدينين، أو الذين لا تربطهم بالدين علاقات وثيقة.
2- العادة السرية شئ غير طبيعى: وهو ما يرد عليه العلماء بسؤال آخر هو، ما هو مقياسكم للطبيعى؟، وإذا كنتم تتحدثون عن الطبيعى فالمملكة الحيوانية كما ذكرنا من قبل بها العديد من الحيوانات التى تمارس العادة السرية، ويردون أيضاً بالتقارير التى لا حصر لها والتى تثبت ممارسة الأطفال لهذه العادة.
3- العادة السرية من الممكن أن تكون جزءاً من مراحل النمو: ولكن البالغين الذين يظلون على ممارستها ليسوا ناضجين.. هذا ما تؤيده نظرية "فرويد" التى تؤكد على أن ممارسة البالغ للعادة السرية هى دليل واضح على عدم نضجه، وعرض من أعراض تأخره، لكن معظم الباحثين فى علم النفس المعاصر يعتقدون أن العادة السرية نمط شرعى جداً من أنماط النشاط الجنسى.
وهذا الشد والجذب بين النظريتين فى إعتقادى ناتج عن مفاهيم مختلفة للتطور والنضج داخل مدارس علم النفس، فلا توجد دراسة علمية واحدة رصينة وواضحة تظهر أن من يمارس العادة السرية هو أقل نضجاً عن نظيره الذى لا يمارسها أو يستنكرها، لكن البعض يعتقد وهذه نقطة جديرة بالبحث والدراسة، أن صفة عدم النضج تطلق حينما تكون هذه الممارسة هى الوحيدة، أو حينما تمارس بشكل قهرى، أو تصبح نشوته الجنسية مقصورة على هذا النمط من النشاط الجنسى برغم وجود البديل السهل والمتاح والجاهز ...الخ، هنا تكون العادة السرية دليلاً على عدم النضج.
4- العادة السرية تميل إلى أن تصبح تعوداً وإدماناً: ومن الممكن أن تعطل أو تمنع نمو الوظائف الجنسية الصحية، ويهاجم علماء النفس المعاصرون هذا المفهوم بشدة، ويعتبرونه ردة لمفاهيم ومعتقدات القرن التاسع عشر، بل على العكس يؤكد بعضهم وعلى رأسهم "دى مارتينو" أن نقص هذه الخبرة "العادة السرية" ستؤدى إلى مشاكل جنسية كثيرة مثل الضعف الجنسى عند الرجل، والبرود الجنسى عند المرأة، وأكثر من ذلك إستخدم بعض الباحثين هذه الخبرة وعلى رأسهم دكتورة "كابلان" فى برامجهم العلاجية
بالإضافة إلى الفوائد العلاجية السابقة أصبح واضحاً الآن أن العادة السرية من الممكن أن تكون لها فوائد أخرى فى نظر هؤلاء العلماء المعاصرين، فمثلاً هى تمثل "مخرجاً جنسياً متاحاً وممتعاً فى نفس الوقت فى حالة عدم وجود شريك حياة أو رفيقة درب وخاصة فى كبار السن"، وأيضاً "حلاً لمن يملكون طاقة جنسية أو رغبة جامحة فى وقت لا يستعد فيه الطرف الآخر لتلبية مثل هذا الجموح فى هذه اللحظة"، وبما أننا فى عصر الإيدز اللعين فقد إعتبرت "كابلان" هذه العادة وسيلة من الوسائل الهامة جداً لممارسة جنس آمن بدون إيدز.
وأخيراً فهى وسيلة للتخلص من التوتر مما يساعد الشخص على أن يستريح من البخار المكتوم!!.
كل فيما يعشق مذاهب !!
لا ينطبق هذا العنوان على سلوك جنسى قدر إنطباقه على العادة السرية، فمتى إكتشف الشخص -رجلاً كان أو إمرأة- صندوق النشوة السحرية وإمتلك مفتاحه فإنه يظل يبحث وبدأب شديد عن طرق وبدائل ووسائل مختلفة ومتباينة للإستفادة مما فى هذا الصندوق، فيصبح سندباداً لا يرسو على شاطئ محدد، وكلما تخيل المنتظرون على الشاطئ الآخر أنه سيحط رحاله عندهم، فرد الشراع إلى ناحية أخرى وإتجاه مختلف وتركهم فى إنتظار جودو!.
لاحظ عالما الجنس "ماسترز وجونسون" فى دراستهما المنشورة 1966 أنه لا توجد إمرأتان تمارسان العادة السرية بنفس الأسلوب والطريقة، أما الرجال عامة فكأنهم يملكون "ورق كربون عام" لأنهم عادة يتشابهون فى الطريقة والأسلوب.
ما سنعرض له الآن ليس حصة فى البرامج التعليمية لكيفية ممارسة العادة السرية، لأن الكل يمارس وبطريقته الخاصة وبدون الرجوع إلى مراجع أو كتالوجات أو دروس خصوصية، لكننا سنناقش كيف يمكن للعلم أن يقتحم أموراً حساسة وغامضة ويشرحها بمشرطه الموضوعى، ويضعها على مائدة البحث ليفض غلالة غموضها وتناقضها، إنها محاولة للرصد نعلم أن عواقبها وخيمة.
بالنسبة للمرأة فإن طريقتها فى العادة السرية والأكثر إنتشاراً هى مداعبة البظر أو منطقة العانة أو الشفرتين بالإحتكاك أو بالضغط أو بالإهتزاز... هذه هى أكثر الوسائل تكراراً كما ذكر "ماسترز وجونسون"، وكل هذه الطرق والوسائل تبغى فى النهاية شيئاً أساسياً وهو إثارة البظر، عضو الإحساس الجنسى عند المرأة لأن إثارته المباشرة نادرة الحدوث فى العادة السرية نظراً لحساسيته الشديدة، ولأن الإثارة القوية التى تستخدم فى مكان معين منه فى كل وقت ستؤدى لتقليل المتعة والنشوة بالتدريج، لأن البظر وقتها سيصبح فاقداً لأحاسيسه وإستجاباته السابقة، وقد وجد الباحث "كينزى" فى أبحاثه المنشورة فى بداية الخمسينات أن نسبة 20% من السيدات يمارسن العادة السرية بإدخال الأصابع أو أشياء أخرى للإثارة، وفى بحث آخر لهيت 1977 ذكر أن نسبتهن لا تتعدى الـ1،5%، وقد ذكر كينزى أيضاً أن حوالى 11% من السيدات حين يمارسن العادة السرية يشركن الثدى فى هذه المهمة كمنطقة تجلب النشوة لهن.
تتوالى الأرقام الطريفة فقد وجد "هيت" أن نسبة 5.5% من العينة التى أجرى عليها البحث كانت تمارس العادة السرية وهى مستلقية على البطن، وبعضهن يفضلن ممارستها بالإحتكاك بأشياء مثل الوسائد أو الكراسى أو أركان المائدة أو..... ووجد هيت فى بحثه أن 3% منهن يمارسنها بضم الفخذين بحركة إيقاعية منتظمة.
وتتعدد الأبحاث والإحصائيات والوسائل التى منها العادى والمعروف ومنها أيضاً الغريب والعجيب من صاحبات العقلية الإبتكارية، مثل أجهزة الإهتزاز وفرشاة الأسنان الكهربائية...وغيرها!!
برجاء عدم الإشمئناط، فالمعرفة ليست عيباً، وإذا كنت قد صدمت فإقلب هذه الصفحات سريعاً وحالاً على العادة السرية عند الرجال... هل ستقلب الصفحة... أشك؟!!
العادة السرية عند الرجل معروفة ومباح كشفها، والكلام عنها لا يعتبر من قبيل الجرأة والإبحار ضد التيار، لأن الرجل زعيم القبيلة وسيدها، وقد كفل له المجتمع ألا "ينكسف" من شئ، فالخجل والكسوف وإطراقة الرأس والصوت الهادئ والجلسة على طرف الكرسى وهروب العينين من المواجهة وحفظ الأسرار فى خزانة لها ألف باب ومليون مفتاح ورقم سرى... كل هذا أنثوى ومن نصيب المرأة فى الميراث الذى سمح به المجتمع.
وطريقة حك القضيب باليد هى المألوفة والمعروفة لدى كل الرجال، وعادة ما يثير الرجل نفسه ويركز إنتباهه على منطقة ما قبل رأس القضيب مباشرة، ويقرر ماسترز وجونسون فى البحث المنشور 1979 أن إثارة كيس الصفن المحيط بالخصيتين أو رأس العضو بطريقة مباشرة تحدث قليلاً بين الرجال، ويسرع الإيقاع دائماً كلما إقترب الرجل من قمة النشوة، أما عند القذف فيصنف "ماسترز وجونسون" الرجال تبعاً لإستجابتهم إلى ثلاثة أصناف أو أقسام، الأول يبطئ ويتمهل عند القذف، والثانى يمسك بشدة وكأنه يقبض على عضوه، أما القسم الثالث فيوقف أى زيادة فى الإثارة، وقد ذكر كينزى ومارتين 1948 أن نسبة بسيطة من الرجال تفضل الإحتكاك بالسرير أو بالوسادة وأيضاً إدخال العضو فى شئ مجوف تشبهاً أو إستحضاراً لعملية الجماع نفسها، وقد ذكر البحث أشياء طريفة إبتكرها الرجال موضوع البحث لمثل هذا الإستحضار وهى عنق زجاجة اللبن أو قطعة صلصال مشكلة وكأنها مهبل!.
لم تقف التكنولوجيا الحديثة أمام هذا الموضوع مكتوفة الأيدى فكما خدمت المرأة فى الـ 'VIBRATORS'، خدمت الرجل أيضاً فى العرائس التى تصنع من المطاط والتى يمكن نفخها ومجهزة بفم مفتوح وثديين ومهبل وشرج.... بل وجهاز شفط!!، وزيادة فى الخدمة فهى إما أن تستعمل يدوياً أو كهربياً لخدمة الرجال الذين يعانون من إفتقاد الشريك، هذه الأجهزة أو العرائس من الممكن إستخدام الدهانات أو الكريمات فيها أو إضافة ما يجعلها تهتز أو تدفئ، ولكن فى أحيان كثيرة تطولها عيوب الصناعة مثلها مثل الغسالات والثلاجات وتتسبب فى أضرار ومخاطر كبيرة لمن يستعملها.
أما أكثر الأنواع ندرة والتى ذكرها أيضاً كينزى ومارتين فى أبحاثهما السابقة فهى ممارسة الرجل للعادة السرية بفمه وقد أحصاها البحث بإثنين من كل ألف!، والأكثر ندرة هو غرس شئ فى قناة مجرى البول أو الإثارة عن طريق مداعبة الثديين، وطرق أخرى من قبيل العجائب والغرائب التى مكانها موسوعة جينز.
نكرر أنه لا يوجد موضوع مهما بلغت حساسيته يستعصى على البحث العلمى، فالعلم إستطاع أن يخترق أسوار حجرات النوم ودورات المياه ويضع ما يحدث فيها تحت المجهر.
العادة السرية بين الحقيقة والخيال
هبطت العادة السرية من سماء الخيال إلى حيث أرض الحقيقة والواقع على يد علماء النفس وأطبائه، وكانت وسيلة هذا الهبوط هى مظلة الإحصائيات والبحوث الميدانية والقياسات عن طريق الأسئلة، وكانت البداية مع "كينزى" الذى ذكر فى بحثه أن النسبة هى 92% من الرجال و 62% من النساء مارسوا العادة السرية على الأقل مرة واحدة فى حياتهم، ثم كانت إحصائية "هنت" 1975 حين ذكر نسبة مقاربة وهى 94% من 982 رجلاً و 63% من 1044 سيدة مارسوا العادة السرية، وأيضاً التى ذكرها "كتون" 1974 وهى 89% من الرجال و 61% من النساء، وقد إهتم بعض العلماء بإجراء أبحاثهم على النساء فقط مثل "ميللر وليف" اللذين ذكرا 1976 أن 78% من النساء قد مارسن العادة السرية، وزاد "هيت" النسبة قليلاً إلى 82% من مجموع 3000 سيدة أجرى عليهن البحث 1977، أما ليفين فقد وسع مجال البحث بحيث شمل مائة ألف سيدة وخرج بنتيجة تقول أن ثلاثة أرباعهن قد مارسن هذه العادة، ولكن ما هو السر فى هذه الزيادة التى وجدها الباحثون بالنسبة لممارسة العادة السرية بين السيدات؟، أرجعها الباحثون إلى ثلاثة أسباب وأرجوكم لا ننسى أننا نستمد كل هذه الإحصائيات من الخارج ولكن ما باليد حيلة فنحن أعداء الإحصاء وملوك نظرية ياعم فوت... والعدد فى الليمون!!
السبب الأول: المرونة النسبية لبعض المواقف المتصلبة والمتشددة تجاه العادة السرية عند النساء برغم الإحساس بالذنب والعار الذى يكتنف كل من تمارسها.
السبب الثانى: لم تعد العادة السرية أسيرة الصدفة، ولم يعد إكتشافها يتم فجأة، وقد ساعد على ذلك أن معرفة النساء بها وبأمور الجنس بصفة عامة قد أصبح متاحاً وفى سن صغيرة وعبر وسائط متعددة.
السبب الثالث: يتعلق بالرجل الذى تغيرت نظرته بالنسبة للإشباع الجنسى للمرأة والتى فى بعض الأحيان يشجعها على الوصول لهذا الإشباع حتى ولو بالعادة السرية
الفقير الى الله- عضو قديم
- عدد المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
مواضيع مماثلة
» السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء اول
» السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء ثالث
» السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء رابع
» اضطرابات السلوك الجنسي بين الشريكين
» السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء ثالث
» السلوك الجنسى الذاتى، (العادةالسرية) جزء رابع
» اضطرابات السلوك الجنسي بين الشريكين
شـموع الامـل للدعم النفسى وتطوير الـذات :: شموع الامل النفسية :: الاضطرابات الجنسية :: معلومات عن المشاكل الجنسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 10 يونيو - 5:52 من طرف ترانس مشعل
» التفكير.. خارج الخوف داخل الامل
الثلاثاء 10 يونيو - 5:51 من طرف ترانس مشعل
» الشعوب والحكومات ... مابين التمرد والعصيان والتطوير والإصلاح
الثلاثاء 10 يونيو - 5:49 من طرف ترانس مشعل
» التحول بين الواقع والخيال:طرق التحول الجنسي
الثلاثاء 10 يونيو - 5:47 من طرف ترانس مشعل
» لا تكن لطيفا أكثر من اللازم ..!
الثلاثاء 10 يونيو - 5:38 من طرف ترانس مشعل
» 50 نصيحة لك قبل أن تكبر.
الثلاثاء 10 يونيو - 5:32 من طرف ترانس مشعل
» سااعدوووووني
الإثنين 24 مارس - 15:19 من طرف Tomorrow is better
» وساوس و خوف شديد
الأربعاء 19 مارس - 6:47 من طرف Tomorrow is better
» طرق التحويل من خارج جمهورية مصر العربيه
السبت 11 مايو - 0:32 من طرف Admin